JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
Home

مارية القبطية رضي الله عنها: زوجة النبي وأم ابنه إبراهيم

  مكانة مارية القبطية بين أمهات المؤمنين: حياة، حب، وفراق

زوجة النبي وأم ابنه إبراهيم
اسمها ونسبها ونشأتها

مارية القبطية رضي الله عنها، واسمها الكامل مارية بنت شمعون، كانت من أهل مصر، وهي من أصول قبطية. كانت تنحدر من عائلة مصرية نبيلة وعاشت في بلدة حفن في صعيد مصر، وكانت تنتمي إلى الطبقة الرفيعة من القبط الذين حكموا مصر وتعايشوا مع الروم في زمن حكم الإمبراطورية البيزنطية.

نشأتها وحياتها في مصر

نشأت مارية في بيئة ثقافية غنية بمصر التي كانت آنذاك تحت تأثيرات رومانية ومسيحية، بالإضافة إلى التراث الفرعوني والقبطي. عاشت حياة بسيطة ومتواضعة بين أهلها، وتميزت بجمالها وذكائها. كانت مصر في تلك الفترة ذات ثقافة متعددة، تجمع بين التقاليد الفرعونية والقبطية والرومانية، مما أعطاها معرفة واسعة ومكانة طيبة في مجتمعها.

قدومها إلى النبي صلى الله عليه وسلم

في السنة السابعة من الهجرة، بعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم برسائل إلى ملوك الأرض، ومن بينهم المقوقس، حاكم مصر، يدعوه إلى الإسلام. أبدى المقوقس احترامه للنبي، ولم يسلم، ولكنه أرسل للنبي هدايا تعبيرًا عن تقديره، من بينها مارية وأختها سيرين، وعدد من الهدايا الأخرى.

عندما وصلت مارية إلى المدينة المنورة، اختارت الإسلام دينًا لها، وأكرمها النبي ورحب بها، ثم تزوجها.

مارية القبطية رضي الله عنها هي إحدى زوجات النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأم ابنه إبراهيم. كانت مارية رضي الله عنها من أصل مصري، وأهداها المقوقس، حاكم مصر والإسكندرية في ذلك الوقت، إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم كهدية تعبيرًا عن الاحترام والتقدير، وذلك بعد أن بعث النبي برسالة يدعوه فيها إلى الإسلام.

إسلام مارية وانتقالها إلى المدينة

عندما وصلت مارية القبطية رضي الله عنها إلى المدينة المنورة، تأثرت بتعاليم الإسلام وقيمه، واعتنقت الإسلام عن قناعة وإيمان، وأصبحت جزءًا من المجتمع المسلم.

قدوم مارية إلى المدينة وإسلامها

أرسل المقوقس، حاكم مصر، مارية وأختها سيرين ضمن هداياه للنبي محمد صلى الله عليه وسلم تعبيرًا عن احترامه له، وإن لم يعتنق الإسلام. وعندما وصلت مارية إلى المدينة، وجد النبي صلى الله عليه وسلم فيها أخلاقًا رفيعة وأدبًا جمًّا، فأكرمها وأحسن استقبالها، وكانت مهيأة لاستقبال رسالة الإسلام. وبالفعل، أسلمت مارية بعد وصولها إلى المدينة، واختارت الإسلام دينًا، وأصبحت مسلمة مؤمنة بقلبها وعقلها.

زواجها من النبي صلى الله عليه وسلم

أحبّ النبي صلى الله عليه وسلم مارية رضي الله عنها، وتزوجها، وخصص لها منزلًا في منطقة العالية بضواحي المدينة، حيث كانت تعيش حياة هادئة. كانت مارية تتمتع بمكانة مميزة لدى النبي، وقد أولاها عناية خاصة.

مولد إبراهيم

رزق النبي صلى الله عليه وسلم من مارية بابنه إبراهيم، وفرح النبي بمولده فرحًا شديدًا، فقد كان إبراهيم آخر أبنائه، وظل النبي يرعاه ويزوره بانتظام. كان لمولده أثر كبير في قلب النبي، واهتم به وبوالدته مارية، وكان يحبّها حبًّا شديدًا.

مكانتها بين المسلمين

عاشت مارية رضي الله عنها وسط أمهات المؤمنين في المدينة، وكانت مكرمة ومحترمة بينهن. ولم يعاملها النبي إلا بما يليق بها، فقد كانت من أهل البيت الكرام.

زواجها من النبي صلى الله عليه وسلم وولادة إبراهيم

بعد أن اعتنقت مارية القبطية الإسلام واستقرت في المدينة المنورة، نالت اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم ومحبته، فتزوجها، وأولاها مكانة خاصة بين نسائه. عاشت مارية في مكان يُسمّى العالية، وهي منطقة هادئة قرب المدينة، وأحاطها النبي برعاية واهتمام.

ولادة إبراهيم

بعد زواج النبي صلى الله عليه وسلم من مارية، رزقه الله منها بابنه إبراهيم. كان مولد إبراهيم حدثًا هامًا ومصدر فرح كبير للنبي، خاصة بعد وفاة أبنائه الذكور الآخرين، القاسم وعبد الله. ولدت مارية ابنها إبراهيم في السنة الثامنة للهجرة، وكان ذلك حدثًا سارًّا للنبي صلى الله عليه وسلم وأحبائه.

أظهر النبي محبة عظيمة لإبراهيم، وكان كثير الزيارة له ولأمه مارية في بيتها بالعالية، وكان يحمل إبراهيم ويلاعبه. ولما بلغ إبراهيم قرابة السنة والنصف من عمره، مرض مرضًا شديدًا، ورغم عناية النبي ودعواته له، توفي إبراهيم رضي الله عنه وهو طفل صغير. كانت وفاته مؤلمة جدًا للنبي، وبكى عليه وقال: "إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون."

مكانة مارية بعد وفاة إبراهيم

على الرغم من وفاة إبراهيم، ظلّ للمصرية مارية مكانة عظيمة ومحبة في قلب النبي صلى الله عليه وسلم، واحتفظت بمكانتها واحترامها بين المسلمين، وكان لها فضل كبير باعتبارها والدة ابن النبي.

مكانتها بين أمهات المؤمنين

تمتعت مارية القبطية رضي الله عنها بمكانة مميزة بين زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، رغم أنها لم تكن من "أمهات المؤمنين" بالمعنى التقليدي، إذ كانت من ملك اليمين عندما أرسلها المقوقس كهدية للنبي صلى الله عليه وسلم، لكنها أُكرمت كزوجة وأم لابن النبي، فحظيت باحترام ومحبة من النبي وأهله.

مكانتها الخاصة عند النبي صلى الله عليه وسلم

بعد إسلامها، أصبح لها مقام خاص عند النبي. كانت مارية محببة إلى النبي الذي أولى لها عناية خاصة، خصوصًا بعد أن أنجبت له ابنه إبراهيم، فقد كانت بذلك والدة لطفله الأخير، وكان النبي يخصّها بزياراته ويُعلي من شأنها. وحين توفي إبراهيم، حزن النبي حزنًا شديدًا على فقد ابنه وعلى ألم مارية، وأظهر نحوها تعاطفًا كبيرًا.

احترام الصحابة والمجتمع الإسلامي لها

احتفظ الصحابة والمجتمع المسلم بتقدير عظيم لمارية، واعتبروها من أهل بيت النبي، فقد كانت أُمًّا لابن النبي ومؤمنة مهاجرة اختارت الإسلام، وأكرمها المسلمون بعد وفاة النبي، إذ ظلوا يعاملونها بمودة واحترام، ويحيطونها بعناية خاصة. عندما توفيت مارية رضي الله عنها في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، خرج الخليفة عمر بنفسه للصلاة عليها ودفنها في البقيع، جنبًا إلى جنب مع كبار الصحابة وأمهات المؤمنين.

كانت مارية القبطية رضي الله عنها مثالًا للمرأة المؤمنة التي أحاطتها العناية الإلهية ببركة النبوة، فكانت من أهل بيت النبي وشريكة له في دعوته، ووالدة لإبراهيم الذي أضاف إلى مكانتها محبة عظيمة لدى المسلمين، مما جعلها خالدة في سير الصحابة وأمهات المؤمنين الكرام.

دورها في الاسلام

مارية القبطية رضي الله عنها لم تكن مجرد زوجة للنبي صلى الله عليه وسلم، بل لعبت دورًا مميزًا في الإسلام من خلال مكانتها، وتقديمها نموذجًا لامرأة أسلمت بإيمان وإخلاص، وعاشت بين المسلمين محبوبة ومُكرّمة، وتركت أثرًا طيبًا بين أهل المدينة. ورغم أنها لم تشارك في الأحداث السياسية أو العسكرية كما فعلت بعض أمهات المؤمنين، إلا أن وجودها كان له تأثير على المجتمع المسلم، فقد مثلت رمزًا لروح الإسلام الجامعة للأعراق والجنسيات المختلفة.

دورها في الدعوة الإسلامية

أثبتت مارية أن الإسلام يجمع الناس بمختلف أصولهم تحت مظلة الإيمان. جاءت مارية رضي الله عنها من مصر كهدية من حاكمها المقوقس، واعتنقت الإسلام عن قناعة واختيار، وهو ما أثبت أن الإسلام يقدّم رسالة تصلح لكل الشعوب، وأنّ دعوة النبي صلى الله عليه وسلم كان لها أثرٌ يتجاوز الحدود والأعراق.

مكانتها كأم لابن النبي وتأثيرها الروحي

عندما أنجبت مارية ابنها إبراهيم، كان لذلك أثر عميق في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وكان المجتمع المسلم سعيدًا بهذه النعمة. ولادة إبراهيم أثبتت حب النبي لمارية ومكانتها الكبيرة لديه، وقد انعكس هذا الحب على تعامل المسلمين معها. وعندما توفي إبراهيم، أعطى النبي صلى الله عليه وسلم دروسًا في الصبر والرضا بقضاء الله، وقد كانت مارية شريكة في هذا الموقف الصعب الذي علّم المسلمين الكثير عن الإيمان بقضاء الله.

مثالٌ يحتذى للمرأة المسلمة المؤمنة

عاشت مارية رضي الله عنها بهدوء وتواضع، وكانت مثالاً للمرأة المسلمة الصابرة المتواضعة، التي تقدّم حياتها لله ولرسوله. إيمانها بالله ورسوله رغم اختلاف بيئتها ونشأتها كان يُشكل درسًا مهمًا للمسلمين في كيفية تقبّل الآخرين والإخاء في الإسلام، وقد أسهمت هذه القيم في نشر التسامح وتعميق وحدة المجتمع المسلم.

حياتها بعد وفاة النبي

بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، استمرت مارية القبطية رضي الله عنها في حياة هادئة ومتواضعة في المدينة المنورة، محافظةً على مكانتها الرفيعة بين المسلمين وأمهات المؤمنين. ورغم أنها لم تتابع الحياة العامة كما فعلت بعض زوجات النبي، فإنها كانت تحظى باحترام كبير من المجتمع المسلم بسبب قربها من النبي وكونها أمًا لابنه إبراهيم.

حياتها بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم

  1. حياة بسيطة بعد وفاة النبي
    بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم في السنة 11 هـ، كانت مارية رضي الله عنها تعيش حياة هادئة بعيدة عن الشوائب السياسية التي كانت تلاحق بعض أمهات المؤمنين. لم تذكر المصادر التاريخية أنها شاركت بشكل نشط في الأحداث السياسية التي جرت بعد وفاة النبي، بل كانت تركز على العيش في البيت وعبادة الله، وفي الحفاظ على الأخلاق التي تعلمتها من النبي صلى الله عليه وسلم.

  2. مكانتها بين الصحابة
    رغم أنها كانت من "ملك اليمين" ولم تكن من أمهات المؤمنين بالمعنى التقليدي، إلا أن الصحابة كانوا يعاملونها بكل احترام ومودة بسبب قربها من النبي وأمومتها لإبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم. وكانت تحظى باحترام كبير بين المسلمين، وكان الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوليها عناية خاصة.

وفاة مارية القبطية رضي الله عنها ودفنها

توفيت مارية القبطية رضي الله عنها في السنة 16 هـ تقريبًا في المدينة المنورة، في خلافة الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. لم تذكر المصادر التاريخية تفاصيل دقيقة عن سبب وفاتها، لكن من المعروف أنها توفيت بعد فترة من وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وعاشت حياة هادئة ومتواضعة بعد وفاته.

دفنها في البقيع

مارية رضي الله عنها دُفنت في مقبرة البقيع، وهي المقبرة التي دفن فيها العديد من الصحابة وأمهات المؤمنين. البقيع كانت مكانًا مقدسًا في المدينة، وأصبح أحد أماكن دفن المسلمين البارزين في ذلك الوقت.

صلاة الخليفة عمر بن الخطاب عليها

عند وفاتها، كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو الخليفة في ذلك الوقت، وقد أظهر اهتمامًا خاصًا بها، فصلى عليها بنفسه. كما أن دفنها في البقيع كان مع الصحابة وأمهات المؤمنين، مما يدل على احترام المسلمين الكبير لها ولدورها في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.

وفاة مارية رضي الله عنها كانت في مرحلة مهمة من تاريخ الأمة الإسلامية، حيث شهدت فترة انتقالية بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم. دفنها في البقيع جنبًا إلى جنب مع الصحابة وأمهات المؤمنين، وقيام الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالصلاة عليها، يدل على مكانتها العظيمة في قلوب المسلمين، وتقديرهم الكبير لها.

تمثل مارية القبطية رضي الله عنها رمزًا للاحترام الذي أولاه الإسلام لجميع النساء، وكرامة المهاجرين الذين آثروا الإسلام، فقد أحبها النبي ورعاها حتى آخر يوم من حياته.

NameEmailMessage