JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

هارون: النبي المساند والقائد الروحي لبني إسرائيل

2. مواجهة فرعون:

مواجهة موسى وهارون عليهما السلام مع فرعون كانت من أهم المحطات في قصة دعوتهما إلى التوحيد، وقد تضمنت العديد من الأحداث والمعجزات التي أثبتت صدق الرسالة ورفض فرعون لها رغم وضوح الدلائل. في هذه المواجهة، لعب هارون عليه السلام دورًا حيويًا في مساندة موسى في الدعوة.

التكليف الإلهي والدعوة إلى فرعون:

عندما كلف الله سبحانه وتعالى موسى عليه السلام برسالة الدعوة إلى فرعون، كان ذلك اختبارًا عظيمًا. فرعون كان ملكًا طاغيًا، ادعى الألوهية وكان يظلم بني إسرائيل. ولذا، كان من الضروري أن يتم إبلاغه برسالة التوحيد، مع تبيين بطلان ادعاءاته وفساد سلوكه.

  • قال الله لموسى وهارون:
    {فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} (سورة طه: 44).
    كان هذا التوجيه الإلهي لحث موسى وهارون على أن يكونا رقيقين في التعامل مع فرعون حتى يكون لديهما فرصة أكبر لإقناعه.

المعجزات أمام فرعون:

أحد أبرز جوانب مواجهة فرعون كان عرض المعجزات التي أيده بها الله سبحانه وتعالى لإثبات صدق دعوتهما:

  1. العصا التي تتحول إلى حية:

    • عندما طلب فرعون من موسى عليه السلام أن يظهر معجزة، ألقى موسى عصاه، فصارت حية عظيمة تتحرك أمام أعينهم.
      {فَأَلْقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ} (سورة الأعراف: 107).
  2. اليد البيضاء:

    • موسى عليه السلام أخرج يده من تحت ثيابه فظهرت بيضاء ناصعة كالشمس، غير مرضية، كمعجزة أخرى لفرعون وقومه.
      {وَفَجَّرْنَا لَهُ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكُنتُمْ مُّنْجِينَ} (سورة الشعراء: 63).
  3. المعجزات الأخرى:

    • مع مرور الوقت، أرسل الله على فرعون وقومه العديد من الآيات مثل الطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم، وكل هذه الآيات كانت علامات إلهية على ضعف فرعون، لكنها لم تؤثر فيه.
      • رغم هذه الآيات، ظل فرعون في عناده ورفضه للإيمان.

موقف فرعون من الدعوة:

على الرغم من وضوح المعجزات وكثرتها، إلا أن فرعون استمر في تكذيبه ورفضه للرسالة. وكان رده على موسى وهارون قاسيًا:

  • قال فرعون لموسى:
    {مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَٰهِ غَيْرِي} (سورة القصص: 38).
    حيث كان فرعون يعتقد أن سلطته المطلقة لا تحدها حدود، وكان يدعي الألوهية أمام قومه.

  • قال فرعون أيضًا:
    {لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَٰهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ ٱلْمُسْجُونِينَ} (سورة الشعراء: 29).

رغم هذا التحدي المستمر من فرعون، استمر موسى وهارون في الدعوة بأدب وحكمة، وأوصلهما الله إلى مراحل من المعجزات التي كان من شأنها أن تبين ضعف فرعون وجبروته.

مشاركة هارون في مواجهة فرعون:

كان هارون عليه السلام شريكًا أساسيًا في مواجهة فرعون، ليس فقط في تقديم الآيات والمعجزات، بل أيضًا في دعم موسى عليه السلام بالكلمات الطيبة والآراء الحكيمة. فقد كان هارون أكثر قدرة على التعبير بأسلوب لين ومقنع. وكان يشارك موسى في الدعوة والرد على اعتراضات فرعون.

  • عندما لاقى موسى ردودًا عنيفة من فرعون، كان هارون إلى جانبه ليقويه. في سورة الأعراف، ورد ذكر حوارهما مع فرعون:
    {قَالُوا۟ إِنَّاۤ لَنَاۤ وَجَدْنَاۤ أَبَاءَنَاۤ كَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ * قَالَ هَارُونُ لَهُمْ} (سورة الأعراف: 150).

رفض فرعون واستمراره في الطغيان:

على الرغم من تكرار المعجزات وكثرة الأدلة التي دحضت ادعاءاته، استمر فرعون في عناده وطغيانه. هذا كان أحد الأسباب التي جعلت نهايته مأساوية، حيث أصر على التمرد حتى عندما وصل التحدي إلى ذروته، وكان ذلك بمثابة امتحان عظيم لبني إسرائيل.

الدروس المستفادة من مواجهة فرعون:

  1. الحكمة في الدعوة:

    • الدعوة يجب أن تكون بالحكمة واللين، حتى في مواجهة أقسى الطغاة.
  2. التأكيد على صدق الرسالة:

    • المعجزات كانت دليلًا قاطعًا على صدق دعوة موسى وهارون، وأظهرت كيف يمكن للإنسان أن يصر على الكفر رغم الوضوح التام.
  3. الاستمرار في الدعوة رغم الإعراض:

    • رغم عناد فرعون، لم يتوقف موسى وهارون عن الدعوة بل استمرا في توجيه الرسالة بكل صبر وحكمة.

3. هارون ودوره في بني إسرائيل:

كان هارون عليه السلام أحد القادة الرئيسيين لبني إسرائيل في فترات عصيبة من تاريخهم، وقدم دورًا مهمًا في توجيههم بعد أن أُرسل مع أخيه موسى عليهما السلام. ورغم أن موسى كان هو النبي القائد، إلا أن هارون كان بمثابة الدعم القوي في العديد من المواقف، وكان له دور محوري في الإشراف على بني إسرائيل، خاصة في الأحداث الكبرى التي شهدتها فترة التيه في الصحراء.

1. دور هارون في قيادة بني إسرائيل:

  • الرفيق والمساعد لموسى عليه السلام:
    كان هارون هو الوزير المساعد لموسى عليه السلام في الدعوة، وأدى دورًا مهمًا في التأثير على قومه، خاصة في مساندة موسى أثناء المواقف الصعبة التي واجهها من فرعون.
    كما ذكرنا سابقًا، كان موسى عليه السلام يشعر أن لسانه ليس فصيحًا بما يكفي لمخاطبة فرعون، فطلب من الله أن يجعل هارون شريكًا له في الدعوة.

  • توجيه بني إسرائيل خلال غياب موسى عليه السلام:
    خلال الفترة التي غاب فيها موسى عليه السلام لمدة أربعين ليلة ليُناجي ربه في جبل الطور، وقع بنو إسرائيل في فتنة عبادة العجل، وصنع السامري عجلًا ذهبيًا ليعبده القوم.
    كان هارون عليه السلام هو الشخص الوحيد الذي حاول منعهم من الانحراف، وحذرهم من مغبة هذه الفتنة. لكن، رغم تحذيراته، استمر البعض في عبادة العجل ورفضوا اتباعه.
    قال هارون لهم:
    {يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَٰنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا۟ أَمْرِي} (سورة طه: 90).
    ومع ذلك، فشل في إقناعهم بشكل كامل، لأنهم استضعفوه ولم يطيعوه.

2. معالجته للمشاكل أثناء التيه في الصحراء:

  • التيه في صحراء سيناء:
    بعد خروج بني إسرائيل من مصر وعبورهم البحر الأحمر، قضوا أربعين سنة في التيه في صحراء سيناء بسبب عصيانهم وعدم إيمانهم.
    في هذه الفترة، كان هارون عليه السلام يتولى مسؤولية قيادة بني إسرائيل في الشؤون اليومية، وكان عليه أيضًا أن يوجههم من الناحية الدينية والأخلاقية.

  • إعانة موسى عليه السلام في صبره:
    لم يكن دور هارون يقتصر على القيادة اليومية فقط، بل كان أيضًا معينًا لموسى عليه السلام في صبره على قومه. في العديد من المواقف، كان هارون يُظهر الحكمة والمرونة في التعامل مع الناس.

3. محاولات إصلاح بني إسرائيل:

  • التحذير من الفساد:
    كان هارون عليه السلام دائمًا يحاول إصلاح الفساد الذي كان ينشأ بين بني إسرائيل، سواء كان في عبادتهم أو في سلوكياتهم.
    على سبيل المثال، بعد حادثة عبادة العجل، عندما عاد موسى عليه السلام من مناجاة ربه ورأى القوم قد وقعوا في الفتنة، شعر بالغضب الشديد.
    قال موسى:
    {يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَءَاهم ضَلُّوا۟ * أَلَّا تَتَّبِعَنِ} (سورة طه: 92-93).
    رد هارون قائلاً:
    {يَا ابْنَ أُمِّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا۟ يَقْتُلُونَنِي} (سورة الأعراف: 150).

  • إصلاح العلاقات:
    بعد الفتنة، قام هارون عليه السلام بدور كبير في محاولة إصلاح علاقات بني إسرائيل مع موسى، وتذكيرهم بالله وضرورة العودة إلى التوحيد.

4. مكانة هارون بين بني إسرائيل:

  • موقفه من النبوة:
    رغم أن هارون عليه السلام كان نبيًا، إلا أن دوره كان مرتبطًا بشكل رئيسي بالقيادة الدينية والتوجيه الروحي لبني إسرائيل. كان موسى عليه السلام هو النبي القائد في المسائل الكبرى مثل مواجهة فرعون، بينما كان هارون يتعامل مع قضايا الشعب اليومية بشكل أكبر.

  • محبتهم له:
    كان هارون عليه السلام محبوبًا بين بني إسرائيل، وكان له دور كبير في الحفاظ على استقرارهم الروحي والمادي أثناء فترة التيه. كان يتصرف بحكمة ومرونة، وكان يحاول أن يبقي القوم على خط التوحيد والعبادة الصحيحة

الاسمبريد إلكترونيرسالة