رد فعل النبي ﷺ على نزول الوحي: خوف وطمأنينة

أثر القرآن
0

نزول الوحي: خوف وطمأنينة

1. نزول الوحي لأول مرة

متى وأين؟

  • في غار حراء على جبل النور في مكة، وكان ذلك في العام 610 ميلادي، عندما كان النبي ﷺ في عزلته في الغار للتعبد والتفكر.

كيف حدث؟

  • فجأة، ظهر الملك جبريل عليه السلام، وقال للنبي ﷺ:

    "اقْرَأْ".

  • كانت أول كلمة من القرآن تُنزل هي "اقْرَأْ"، وهي بداية الآيات الأولى من سورة العلق.

الآيات الأولى من الوحي:

  • قال الله تعالى:

    "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ" (العلق: 1-3).

رد فعل النبي ﷺ:

  • بعد نزول الوحي، شعر النبي ﷺ بالخوف والارتباك، فركبته الرعدة وعاد مسرعًا إلى زوجته خديجة رضي الله عنها، قائلاً:

    "زملوني زملوني!".

  • ثم أخبرها بما حدث، فطمأنتْه وقالت له:

    "لن يخذلك الله أبدًا، لأنك تساعد الضعفاء وتكسب حقهم."

دلالة الحدث:

  • كان هذا الوحي بداية رسالة الإسلام التي استمرت 23 سنة، حيث كان النبي ﷺ يُبلِّغ ما يُوحى إليه من جبريل، حتى تم إكمال القرآن.

  • نزول الوحي كان علامة فارقة في حياة النبي ﷺ، وبداية رسالته التي غيّرت مجرى التاريخ.

2. أشكال نزول الوحي

  1. الصوت المسموع

    • كان النبي ﷺ يسمع صوتًا مثل صوت الجرس، وهذا كان يحدث في البداية قبل أن يتعود على نزول الوحي.

    • كان هذا الشكل من الوحي ثقيلًا على النبي ﷺ، وكان يتأثر به جسديًا، حتى أن جبينه كان يفيض عرقًا في بعض الأحيان.

  2. التمثل في صورة رجل

    • في بعض الأحيان، كان جبريل عليه السلام يتجسد في صورة رجل، ويأتي إلى النبي ﷺ ليُبلغه الوحي.

    • كان يظهر في صورة دِحيّة الكلبي، ويحدثه بما يُوحى إليه.

  3. الوحي في المنام

    • كان الوحي أحيانًا ينزل على النبي ﷺ في صورة رؤى صادقة، حيث كان يرى النبي ﷺ في المنام أحداثًا تتحقق بعد ذلك، وكان هذا من أوضح أنواع الوحي التي كان النبي ﷺ يتلقاها.

  4. الوحي بالرسائل المكتوبة

    • في بعض الأحيان، كان جبريل عليه السلام يُرسل آيات مكتوبة على ألواح أو صحف للنبي ﷺ، وهو ما حدث في فترة متأخرة من نزول الوحي.

  5. الحديث المباشر

    • في بعض الأحيان، كان الوحي ينزل على النبي ﷺ مباشرة دون وجود وسيط، كما حدث في بعض الآيات المتعلقة بأحكام أو ردود على أسئلة الصحابة.

هذه الأشكال من الوحي كانت تتفاوت في شدة تأثيرها على النبي ﷺ، وكانت كلها طرقًا للتواصل بين الله عز وجل ورسوله في إتمام الرسالة.

3. تأثير الوحي على النبي ﷺ

  1. التأثير الجسدي

    • كان النبي ﷺ يشعر بشدة الوحي أثناء نزوله، مما كان يُسبب له تعرضه للحرارة الشديدة، والتعرق، وأحيانًا شدة ألم الرأس.

    • في بعض الأحيان، كان يحمل ثقل الوحي حتى يتأثر جسده، كما حدث في بعض المواقف التي كان يُخبر فيها جبريل عليه السلام الوحي فجأة.

  2. السكينة والطمأنينة

    • في أوقات الوحي، كان النبي ﷺ يشعر بطمأنينة وسكينة تغمر قلبه، وهذا يُعد من تأثيرات الوحي الروحية التي تعطيه القوة لمواصلة دعوته.

    • كان الوحي يُعزز إيمانه بالله، ويُعطيه القوة على تحمل صعوبات الدعوة.

  3. التأثير النفسي والعاطفي

    • أحيانًا، كان الوحي يُثير مشاعر الفرح والفرج، وأحيانًا أخرى يزداد القلق، خاصة عندما يتعرض النبي ﷺ لمواقف صعبة أو أذى من قومه.

    • كان يشعر بالتحدي، ولكن كان الوحي يُطمئنه ويعزز عزيمته في المضي قدمًا.

  4. الرسالة والعبء الثقيل

    • كان النبي ﷺ يتحمل عبء الرسالة التي تأتي مع الوحي، حيث كان الوحي يُفرض عليه دون أن يكون لديه أي اختيار، وهذا كان أحيانًا مُرهقًا نفسيًا.

    • الوحي كان نقلًا لأوامر الله، ما جعله في حالة استمرار في التفكر والتنفيذ لما يُوحى إليه.

  5. تأثيره على الأمة

    • كان الوحي يُوجه النبي ﷺ في كيفية إدارة شؤون الأمة الإسلامية، مثل الحروب، المعاهدات، والأحكام الشرعية.

    • كما كان يساعده في دعم وتوجيه الصحابة في أوقات الشدة، مما جعل الأمة الإسلامية تزداد قوة وثباتًا.

 الوحي كان أداة قوة روحية وجسدية، حافزًا للنبي ﷺ لمواصلة دعوته رغم كافة التحديات.

الصبر والثبات في حياة النبي ﷺ

1. الصبر في مواجهة الأذى

  • واجه النبي ﷺ العديد من الشدائد والأذى من قومه وأعدائه، بدءًا من الإهانة اللفظية إلى الأذى الجسدي، لكنه كان دائمًا صابرًا ثابتًا على دعوته.

  • كان النبي ﷺ يُعلم أصحابه أن الصبر على البلاء يرفع درجاتهم عند الله.

2. الثبات على الحق

  • رغم كل التحديات، لم يتردد النبي ﷺ في تبليغ رسالة الإسلام. كان دائمًا ثابتًا على الحق، ولم يتأثر بضغوط قريش أو المحن التي مر بها.

3. الصبر في الدعوة

  • كانت دعوته تُواجه بالرفض والتكذيب، لكنه كان صابرًا على نشر الرسالة، مُؤمنًا بأن الله سيهدي من يشاء.

  • في لحظات الشدة، كان يستعين بالصلاة والدعاء ليجد الراحة ويزيد في ثباته.

4. الثبات في المواقف الصعبة

  • في غزوات مثل بدر، أحد، والخندق، واجه النبي ﷺ صعوبات كبيرة، لكن ثباته وحكمته جعلت المسلمين يُحققون الانتصار.

5. الدروس المستفادة

  • علمنا النبي ﷺ أن الصبر والثبات على المبادئ والقيم من أهم أسس النجاح في مواجهة التحديات.

  • الإيمان بالله والتوكل عليه يساعدان في تحمل الأذى والثبات على الطريق الصحيح.

 الصبر والثبات كانا من أبرز صفات النبي ﷺ، وأدواته التي ساعدته في تحقيق النصر وتأسيس الدولة الإسلامية.

إرسال تعليق

0تعليقات
إرسال تعليق (0)