JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

أسيد بن حضير: الصحابي الجليل والقائد الحكيم في صدر الإسلام


أسيد بن حضير: الصحابي الجليل والقائد الحكيم في صدر الإسلا

أسيد بن حضير: الصحابي الجليل والقائد الحكيم في صدر الإسلام

المقدمة: أسيد بن حضير رضي الله عنه، من أعلام الصحابة وأحد الأنصار البارزين من قبيلة الأوس في المدينة المنورة. تميز بحبه العميق للدين الجديد وبإخلاصه وتفانيه في خدمة الإسلام والمسلمين، حتى أصبح نموذجًا يحتذى به في الشجاعة والحكمة والإيمان

نسب أسيد بن حضير ونشأته

نسبه:
أسيد بن حضير بن سماك بن عتیک بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل الأنصاري الأوسي، من قبيلة الأوس، وهي إحدى القبيلتين الكبيرتين في المدينة المنورة، إلى جانب قبيلة الخزرج. تُعدُّ قبيلة الأوس من القبائل العريقة ذات الجذور العميقة في شبه الجزيرة العربية، وبرزت منها شخصيات عديدة ساهمت في نشر الدعوة الإسلامية. كان أسيد ينتمي إلى عائلة عريقة، ووالده حضير بن سماك من زعماء الأوس وقائدًا لهامشهورًا بشجاعته.

نشأته:
نشأ أسيد بن حضير في يثرب، المدينة التي أصبحت لاحقًا مقرًّا للدعوة الإسلامية. ترعرع وسط مجتمع قبلي يقدّر الشجاعة والقيم الأخلاقية، وتعلم ركوب الخيل، والرماية، وكان من الفصحاء المعروفين بفصاحة لسانهم وبلاغتهم. ورث عن أبيه خصال القيادة والشجاعة، وأصبح في سن مبكرة من أعلام قومه، واحتل مكانةً مرموقة بين أفراد قبيلته.

كانت نشأته في بيئة جاهلية تعظم الروابط القبلية والولاء للأوس والخزرج، ما جعله يتخذ موقفًا معاديًا للإسلام في بداية الدعوة. ورغم ذلك، عُرف أسيد برجاحة عقله وحكمته التي ساعدته في الاستجابة لدعوة الحق لاحقًا.

كيف كان قبل الاسلام

قبل الإسلام، كان أسيد بن حضير، رضي الله عنه، من أبرز زعماء قبيلة الأوس وأحد رجالها المرموقين في يثرب (المدينة المنورة لاحقًا). تميز أسيد بشجاعته وفروسيته، حيث كان ماهرًا في ركوب الخيل واستخدام السلاح، مما أكسبه احترامًا واسعًا بين قومه. كان له حضور قوي وشخصية قيادية، وتولى قيادة الأوس في عدة مواقف، مستفيدًا من مكانة عائلته العريقة ومن إرث والده حضير بن سماك، أحد أبطال الأوس وزعمائها المعروفين.

صفاته وشخصيته قبل الإسلام:

  1. القيادة والشجاعة: كانت له مكانة رفيعة بين قومه، وورث من أبيه خصال الشجاعة والإقدام. لذا، كان من الطبيعي أن يُنظر إليه كقائد وزعيم، وأظهر قدراته في الدفاع عن قبيلته وتحصيل حقوقها.

  2. التعصب القبلي: كان أسيد كباقي أهل يثرب قبل الإسلام يُظهر ولاءً شديدًا لقبيلته ويعتز بانتمائه للأوس، حتى إن التنافس القبلي بين الأوس والخزرج كان حاضرًا في حياته، ما جعله يأخذ موقفًا معاديًا للدعوة الإسلامية في بداية الأمر، مثل معظم زعماء القبائل في تلك الفترة. هذا التعصب كان شائعًا قبل الإسلام، حيث كانت الروابط القبلية تحكم علاقات الناس بشكل كبير.

  3. الفصاحة والحكمة: عُرف أسيد بفصاحته وقدرته على التعبير عن رأيه بوضوح، وكان يتمتع بعقلية منفتحة، حيث كان يستمع لمختلف الآراء ويتفكر فيها، وهو ما ساهم لاحقًا في استعداده لتقبل الإسلام عند وصول الدعوة إلى يثرب.

  4. التزامه بالقيم والمبادئ: رغم البيئة الجاهلية التي عاش فيها، فقد كان لأسيد أخلاق عالية وسمعة طيبة بين قومه. كان يعامل الآخرين باحترام، ويبتعد عن التصرفات السيئة، وهو ما جعله مهيئًا للانتقال السلس نحو القيم الإسلامية عند سماعه دعوة مصعب بن عمير.

موقفه من الإسلام قبل اعتناقه:

عندما بدأ مصعب بن عمير، رضي الله عنه، بالدعوة للإسلام في يثرب، اعترض أسيد في البداية، إذ رأى أن هذا الدين الجديد قد يُضعف من تماسك القبيلة ويؤدي لتغيير نمط حياتهم المعتاد. لهذا السبب، اتخذ موقفًا معارضًا وسعى لإيقاف مصعب عن الدعوة. لكن عندما استمع لتلاوة القرآن الكريم، شعر أسيد بشيء من الراحة والسكينة، وسرعان ما تغيرت نظرته وأدرك عظمة الرسالة التي جاء بها الإسلام.

كان أسيد بن حضير رضي الله عنه قبل الإسلام، شخصيةً تحمل الكثير من القيم التي أهلته لأن يكون من أعلام المسلمين لاحقًا، فشجاعته وحكمته وأخلاقه العالية مهدت له الطريق لاحتلال مكانة عظيمة في الإسلام بعد أن أشرق نور الهداية على قلبه.

من كان سبب في اسلامه

كان سبب إسلام أسيد بن حضير، رضي الله عنه، هو الصحابي مصعب بن عمير، رضي الله عنه، الذي أرسله النبي محمد ﷺ إلى يثرب (المدينة المنورة) ليكون سفيرًا للإسلام وداعيةً للمسلمين هناك. جاء مصعب بن عمير إلى المدينة بعد بيعة العقبة الأولى ليعلم أهلها تعاليم الإسلام ويشرح لهم القرآن الكريم، واستضافه في المدينة الصحابي أسعد بن زرارة، رضي الله عنه، وهو من أوائل من أسلموا من الأنصار.

قصة إسلام أسيد بن حضير:

عندما وصل مصعب بن عمير إلى المدينة وبدأ بدعوة الناس إلى الإسلام، اجتمع عنده عدد من أهل يثرب ليستمعوا إلى رسالته، وكان ذلك في بيت أسعد بن زرارة. وصل خبر دعوة مصعب إلى زعيم الأوس، سعد بن معاذ، الذي كان أسيد من أقرب الناس إليه. لم يكن سعد بن معاذ قد أسلم بعد، وكان يخشى أن تؤثر دعوة مصعب على تماسك القبيلة، لذلك طلب من أسيد بن حضير أن يذهب إلى مصعب ويوقفه عن دعوته.

أخذ أسيد حربته وتوجه إلى حيث كان مصعب وأسعد بن زرارة مجتمعين مع بعض الناس، وحين وصل إليهم، تحدث معهم بغضب وطلب منهم أن يكفوا عن دعوة قومه إلى دين لا يعرفونه. عندها، تحدث مصعب بن عمير معه بحكمة ولطف، وطلب منه أن يجلس ليستمع، ثم يُخيّر نفسه إن كان يريد القبول أو الرفض. وافق أسيد على الاستماع، وجلس مصغياً لتلاوة القرآن من مصعب.

قرأ مصعب بن عمير آيات من القرآن الكريم، فتأثّر أسيد بشدة وامتلأ قلبه بالسكينة والنور، وشعر بأن هذا الدين هو الحق. بعد ذلك أعلن أسيد إسلامه، ونطق بالشهادتين، وقال لمصعب وأسعد: "ما أحسن هذا الكلام وما أكرمه!" وعاد أسيد إلى قومه وقد امتلأ قلبه بالإيمان، وكان إسلامه فاتحة خير لكثيرين من أهل الأوس

يتبع

الاسمبريد إلكترونيرسالة